صفحة جزء
إن كانت إلا صيحة واحدة [29]

في "كانت" مضمر أي إن كانت عقوبتهم أو بليتهم إلا صيحة. قرأ أبو جعفر (إن كانت إلا صيحة واحدة) بالرفع. قال أبو حاتم : ينبغي ألا يجوز لأنه إنما يقال: ما جاءني إلا جاريتك، ولا يقال: ما جاءتني إلا جاريتك لأن المعنى ما جاءني أحد إلا جاريتك أي فلو كان كما قرأ أبو جعفر لقال: إن كانت إلا صيحة واحدة. قال أبو جعفر : لا يمتنع من هذا شيء، فقال: ما [ ص: 391 ] جاءتني إلا جاريتك، بمعنى ما جاءتني امرأة أو جارية. والتقدير: بالرفع في القراءة ما قاله أبو إسحاق ، [قال: المعنى] إن كانت عليهم صيحة إلا صيحة واحدة وقدره غيره بمعنى: ما وقعت إلا صيحة واحدة و"كان" بمعنى: وقع كثير في كلام العرب. وقرأ عبد الرحمن بن الأسود، ويقال: أنه في حرف عبد الله كذلك (إن كانت إلا زقية واحدة). قال أبو جعفر : هذا مخالف للمصحف، وأيضا فإن اللغة المعروفة: زقا يزقو إذا صاح فكان يجب على هذا أن يكون إلا زقوة. قال قتادة : فإذا هم خامدون أي هالكون.

التالي السابق


الخدمات العلمية