صفحة جزء
يكاد البرق يخطف أبصارهم [ 20 ]

ويجوز في غير القرآن : يكاد أن يفعل ، كما قال :


قد كاد من طول البلى أن يمصحا



وفي " يخطف " سبعة أوجه : القراءة الفصيحة : يخطف وقرأ علي بن الحسين ، ويحيى بن وثاب : ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) بكسر الطاء ، قال سعيد الأخفش : هي لغة . وقرأ الحسن ، وقتادة ، وعاصم الجحدري ، وأبو رجاء العطاردي : ( يكاد البرق يخطف ) بفتح الياء وكسر الخاء والطاء . وروي عن الحسن أنه قرأ بفتح الخاء . قال الفراء : وقرأ بعض أهل المدينة بتسكين الخاء وتشديد الطاء . وقال الكسائي ، والأخفش ، والفراء : يجوز ( يخطف ) بكسر الياء والخاء والطاء . فهذه ستة أوجه موافقة [ ص: 196 ] للسواد ، والسابع حكاه عبد الوارث قال : رأيت في مصحف أبي : ( يكاد البرق يتخطف أبصارهم ) ، وزعم سيبويه والكسائي أن من قرأ ( يخطف ) بكسر الخاء والطاء ؛ فالأصل عنده ( يختطف ) ثم أدغم التاء في الطاء ، فالتقى ساكنان ، وكسر الخاء لالتقاء الساكنين . قال سيبويه : ومن فتحها ألقى حركة التاء عليها . قال الفراء : هذا خطأ ، ويلزم من قاله أن يقول في " يمد " : " يمد " ؛ لأن الميم كانت ساكنة وأسكنت الدال بعدها ، وفي " يعض " : " يعض " . قال الفراء : وإنما الكسر لأن الألف في " اختطف " مكسورة . قال أبو جعفر : قال أصحاب سيبويه : الذي قال الفراء لا يلزم ؛ لأنه لو قيل : " يمد " ، و " يعض " ؛ لأشكل بـ " يفعل " ، و " يفتعل " لا يكون إلا على جهة واحدة . قال الكسائي : من قال " يخطف " كسر الياء ؛ لأن الألف في " اختطف " مكسورة . فأما ما حكاه الفراء عن أهل المدينة من إسكان الخاء والإدغام ؛ فلا يعرف ، ولا يجوز ؛ لأنه جمع بين ساكنين ( كلما ) منصوب لأنه ظرف ، وإذا كانت " كلما " بمعنى " إذا " فهي موصولة . قال الفراء : يقال : أضاءك وضاءك ، ويجوز " لذهب بسمعهم " مدغما ، ( وأبصارهم ) عطف عليه إن الله على كل شيء قدير اسم إن وخبرها .

[ ص: 197 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية