( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) [15] 
هذه قراءة المدنيين والبصريين ، وكذا في مصاحفهم ، وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي  إحسانا ، وروي عن 
عيسى بن عمر  أنه قرأ ( حسنا) بفتح الحاء والسين فأما "حسنى" بغير تنوين فلا يجوز في العربية لأن مثل هذا لا تنطق به العرب إلا بالألف واللام الفضلى والأفضل والحسنى والأحسن . وإحسان مصدر أحسن وحسنا بمعناه ، وحسن على إقامة النعت مقام المنعوت أي فعلا حسنا وينشد بيت 
زهير   : 
يطلب شأو امرأين قدما حسنا فاقا الملوك وبذا هذه السوقا 
أي فعلا حسنا . وهذا مثل هذه القراءة . ( 
حملته أمه كرها ووضعته كرها  [ ص: 164 ] هذه قراءة 
 nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي  ، وهي مروية عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن  ، وقرأ 
أبو عبد الرحمن السلمي   nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو   nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر  وشيبة   nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع   ( كرها ) بفتح الكاف . وعارض 
 nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني  هذه القراءة بما لو صح لوجب اجتنابها؛ لأنه زعم أن الكره الغضب والقهر ، وأن الكره المكروه ، واحتج بأن الجميع قرءوا "لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها" ، وذكر أن بعض العلماء سمع رجلا يقرأ ( 
حملته أمه كرها ووضعته كرها  ) فقال : لو حملته كرها لرمت به يذهب إلى أن الكره القهر والغضب . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر   : في هذا طعن على من تثبت الحجة بقراءته ، وحكايته عن بعض العلماء لا حجة فيها لأنه لم يسمه ولا يعرف ، ولو عرف لما كان قوله حجة ، إلا بدليل وبرهان . والحجة في هذا قول من يعرف ويقتدى به . إن الكره والكره لغتان بمعنى واحد بل قد روي عن محمد بن يزيد أنه قال : الكره أولى لأنه المصدر بعينه . وقد حكى الخليل 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه  رحمهما الله أن كل فعل ثلاثي فمصدره فعل ، واستدلا على ذلك أنك إذا رددته إلى المرة الواحدة جاء مفتوحا نحو قام قومة ، وذهب ذهبة ، فإذا قلت : ذهب ذهابا فإنما هو عندهما اسم للمصدر لا مصدر . وكذلك الكره اسم للمصدر والكره المصدر . ( 
وحمله وفصاله ثلاثون شهرا  ) التقدير وقت حمله مثل "واسأل القرية" وقرأ 
أبو رجاء   nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم  الجحدري ( وحمله وفصله) فرويت عن 
الحسن بن أبي الحسن  واحتج  
[ ص: 165 ]  nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد  للقراءة الأولى بالحديث "لا رضاع بعد فصال" وأبين من هذه الحجة أن فصالا مصدر مثل قتال . وهذا الفعل من اثنين لأن المرأة والصبي كل واحد منهما ينفصل من صاحبه فهذا مثل القتال ، وإن كان قد يقال : فصله فصلا وفصالا ( 
حتى إذا بلغ أشده  ) جمع شدة عند 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه  مثل نعمة ، وقد ذكرناه بأكثر من هذا . 
( 
إني تبت إليك وإني من المسلمين  ) الأصل أنني حذفت النون لاجتماع النونات .