صفحة جزء
إنا أرسلنا عليهم حاصبا [34]

أي حجارة تحصبهم ( إلا آل لوط ) نصب على الاستثناء ، وآل الرجل كل من كان على دينه ومذهبه كما قال جل وعز لنوح صلى الله عليه وسلم ( إنه ليس من أهلك ) وهو ابنه وآل بمعنى واحد ، إلا أن النحويين يقولون : الأصل في آل أهل ، والدليل على ذلك أن العرب إذا صغرت آلا قالت : أهيل . ( نجيناهم بسحر ) قال الفراء : سحر ههنا يجري؛ لأنه نكرة كقولك : نجيناهم بليل . قال أبو جعفر : وهذا القول قول جميع النحويين لا نعلم فيه اختلافا إلا أنه قال بعده شيئا يخالف فيه قال : فإذا ألقت العرب من سحر الباء لم يجروه فقالوا : فعلت هذا سمر يا هذا . قال أبو جعفر : وقول البصريين أن سحر إذا كان نكرة انصرف وإذا كان معرفة لم ينصرف . ودخول الباء وخروجها واحد . والعلة فيه عند سيبويه أنه معدول عن الألف واللام لأنه يقال : أتيتك أعلى السحر فلما حذفت الألف واللام وفيه نيتهما اعتل فلم ينصرف تقول : سير بزيد سحر يا هذا . غير مصروف . ولا يجوز رفعه لعلة ليس هذا موضع ذكرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية