صفحة جزء
[ ص: 352 ] وما لكم لا تؤمنون بالله [8] في موضع نصب على الحال ، والمعنى أي شيء لكم إن كنتم تاركين الإيمان؟ ( والرسول يدعوكم ) قد أظهر البراهين والحجج ( لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم ) قال الفراء : القراء جميعا على ( وقد أخذ ميثاقكم ) قال : ولو قرئت ( وقد أخذ ميثاقكم) لكان صوابا . قال أبو جعفر : هذا كلامه نصا في كتابه وهو غلط ، وقد قرأ أبو عمرو ( وقد أخذ ميثاقكم) غير أن أبا عبيد قال : والقراءة عندنا هي الأولى ( وقد أخذ ميثاقكم)؛ لأن الأمة عليها ولأن ذكر الله جل وعز قبل الآية وبعدها . [قال أبو جعفر : أما قوله : لأن الأمة عليها ، فحجة بينة لأن الأمة الجماعة ، وأما قوله : لأن ذكر الله عز وجل اسمه قبل الآية] وبعدها ، فلا يلزم لأنه قد عرف المعنى . وللعلماء في أخذ الميثاق قولان : أحدهما أنه أخذ الميثاق حين أخرجوا من ظهر آدم صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل ربهم لا إله لهم سواه ، وهذا مذهب العلماء من أصحاب الحديث منهم مجاهد ، والقول الآخر أنه مجاز لما كانت آيات الله جل وعز بينة والدلائل واضحة وحكمته ظاهرة ، يشهد بها من رآها كان علمه بذلك بمنزلة أخذ الميثاق منه ( إن كنتم مؤمنين ) قيل : المعنى إن كنتم عازمين على الإيمان فهذا أوانه لما ظهر لكم من البراهين والدلائل ، ويدل على هذا أن بعده هو الذي ينزل على عبده آيات بينات

التالي السابق


الخدمات العلمية