صفحة جزء
وعلم آدم الأسماء كلها [ 31 ]

" آدم " و " الأسماء " مفعولان لعلم . وآدم لا ينصرف في المعرفة [ ص: 209 ] بإجماع النحويين ؛ لأنه على أفعل وهو معرفة ، ولا يمتنع شيء من الصرف عند البصريين إلا بعلتين ، فإن نكرت آدم وليس بنعت لم يصرفه الخليل وسيبويه ، وصرفه الأخفش سعيد ؛ لأنه إنما منعه من الصرف لأنه كان نعتا وهو على وزن الفعل ، فإذا لم يكن نعتا صرفه . قال أبو إسحاق : القول قول سيبويه لا يفرق بين النعت وغيره لأنه هو ذاك بعينه . وجمع آدم إذا كان صفة أدم ، فإن لم يكن نعتا فجمعه آدمون وأوادم ، وهكذا الباب كله .

قال أبو جعفر : وقد ذكرنا " عرضهم " في الكتاب الذي قبل هذا .

فقال أنبئوني ألف قطع لأنها من أنبأ ينبئ ، فإن خففت الهمزة قلت أنبئوني بين بين ، فإن جعلتها مبدلة قلت : أنبوني مثل أعطوني بأسماء هؤلاء " بأسماء " مخفوض بالباء ، و " هؤلاء " في موضع مخفوض بالإضافة إلا أنه مبني على الكسر لالتقاء الساكنين ، وهو مبني مثل هذا . وفيه وجوه إذا مددته وإن شئت خففت الهمزة الثانية وحققت الأولى ، وهو أجود الوجوه عند الخليل وسيبويه ، وهي قراءة نافع فقلت : هؤلاء إن كنتم صادقين ولا يجوز غير هذا في قول من خفف الثانية ، والدليل على هذا أنهم أجمعوا على القراءة في قوله - جل وعز - :من النساء إلا ما قد سلف على وجه واحد عن نافع ولا فرق بينهما ، وإن شئت خففت الأولى وحققت الثانية فقلت : " هؤلاإن " .

[ ص: 210 ] كنتم ) ، وإن شئت حققتهما جميعا فقلت : ( هؤلاء إن ) ، وإن شئت خففتهما ، وإن شئت خففت الأولى فقلت : هؤلا إن كنتم صادقين ) وهو مذهب أبي عمرو بن العلاء في الهمزتين إذا اتفقتا . وتميم ، وبعض أسد ، وقيس يقصرون " هؤلا " فعلى لغتهم : " هؤلا إن كنتم " ، وقال الأعشى :


هؤلا ثم هؤلا كلا اعطيـ ـت نعالا محذوة بمثال



ومن العرب من يقول : " هؤلا " فيحذف الألف والهمزة . إن كنتم صادقين " كنتم " في موضع جزم بالشرط ، وما قبله في موضع جوابه عند سيبويه ، وعند أبي العباس الجواب محذوف ، والمعنى : إن كنتم صادقين فأنبئوني . قال أبو عبيد : وزعم بعض المفسرين أن " إن " بمعنى " إذ " ، وهذا خطأ ، إنما هي " أن " المفتوحة التي تكون بمعنى " إذ " ، فأما هذه فهي بمعنى الشرط .

التالي السابق


الخدمات العلمية