صفحة جزء
يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا [14].

قال الفراء : هلت التراب إذا حركت أسفله فسقط أعلاه، وقال أبو عبيد : يقال لكل شيء أرسلته إرسالا من رمل أو تراب أو طعام أو نحوه: قد هلته أهيله هيلا إذا أرسلته، فهو مهيل. قال أبو جعفر : الأصل مهيول، فأعل، فألقيت حركة الياء على الهاء، فالتقى ساكنان، واختلف النحويون بعد هذا، فقال الخليل وسيبويه : حذفت الواو لالتقاء الساكنين؛ لأنها زائدة وكسرت الهاء لمجاورتها الياء، فقيل: مهيل. وزعم الكسائي والفراء والأخفش أن هذا خطأ، والحجة لهم أن الواو جاءت لمعنى فلا تحذف، ولكن حذفت الياء، فكان يلزمهم على هذا أن يقولوا: مهول، فاحتجوا بأن الهاء كسرت لمجاورتها الياء، فلما حذفت الياء انقلبت الواو ياء لمجاورتها الكسرة. قال أبو جعفر : وهذا باب التصريف وغامض النحو، وقد أجمعوا جميعا على أنه يجوز مهيول ومبيوع ومكيول ومغيوم.

[ ص: 59 ] قال أبو زيد : هي لغة لتميم ، وقال علقمة بن عبدة :


505 - يوم رذاذ عليه الدجن مغيوم



فهذا جائز في ذوات الياء، ولا يجيزه البصريون في ذوات الواو، ولا يجوز عندهم: خاتم مصووغ ولا كلام مقوول لثقل هذا؛ لأنه قد اجتمعت واوان وضمة، وهم يستثقلون الواحدة ويفرون منها، قال جل وعز: ( وإذا الرسل أقتت ) كذا في المصحف المجتمع عليه، قال الشاعر:


506 - لكل دهر قد لبست أثؤبا



فأبدل من الواو همزة، وأجاز النحويون: رمل مهول، وثوب مبوع ينوه على بوع الثوب، فأبدل من الياء واو لضمة ما قبلها وأنشد الفراء :


507 - ألم تر أن الملك قد شون وجهه     ونبع بلاد الله قد صار عوسجا



[ ص: 60 ] يريد ( شين ) وأنشد الكسائي والفراء .


508 - ويأوي إلى زغب مساكين دونهم     فلا لا تخطاه الركاب مهوب



واللغة العالية التي جاء بها القرآن.

قال عائد بن محصن بن ثعلبة:


509 فأبقى باطلي والحد منها     كدكان الدرابنة المطين



التالي السابق


الخدمات العلمية