صفحة جزء
ولا يحسبن الذين يبخلون [ 180 ] [ ص: 422 ] على قراءة نافع فالذين في موضع رفع ، والمفعول الأول محذوف ، قال الخليل وسيبويه والكسائي والفراء : والمعنى البخل هو خيرا لهم ، و " هو " زائدة عماد عند الكوفيين ، وفاصلة عند البصريين ، ومثل هذا المضمر قول الشاعر :


إذا نهي السفيه جرى إليه وخالف والسفيه إلى خلاف



لما أن قال " السفيه " دل على السفل فأضمره ، ولما قال - جل وعز - : يبخلون دل على البخل ، ونظيره قول العرب : " من كذب كان شرا له " . فأما قراءة حمزة : ( ولا تحسبن الذين يبخلون ) فبعيدة جدا ، وجوازها أن يكون التقدير : ولا تحسبن الذين يبخلون ، مثل : " واسأل القرية " ، ويجوز في العربية : وهو خير لهم " ابتداء وخبر . بل هو شر لهم ابتداء وخبر ، وكذا ولله ميراث السماوات والأرض وكذا والله بما تعملون خبير البخل والبخل في اللغة : أن يمنع الإنسان الحق الواجب عليه ، فأما من منع ما لا يجب عليه فليس ببخيل ؛ لأنه لا يذم بذلك . وأهل الحجاز يقولون : يبخلون ، وقد بخلوا . وسائر العرب يقولون : بخلوا يبخلون . وبعض بني عامر يقولون : يجدبي أي يجتبي ، فيبدلون من التاء دالا إذا كان قبلها جيم ، ويقولون : يجدلدون أي يجتلدون .

التالي السابق


الخدمات العلمية