صفحة جزء
فالمدبرات [5] عطف، أي والملائكة. قال: ولا اختلاف بين أهل العلم في هذا أنه يراد به الملائكة، وهو مجاز؛ لأن الله جل وعز هو المدبر الأشياء قال: ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) فلما كانت الملائكة - صلوات الله عليهم - ينزلون بالوحي والأحكام وتصريف الأمطار قيل لهم مدبرات على المجاز، قال الفراء : كما قال: ( فإنه نـزله على قلبك ) فنسب التنزيل إلى جبرئيل - صلى الله عليه وسلم - والله الذي نزله وكذا ( نـزل به الروح الأمين ) ( أمرا ) منصوب على المصدر، ويجوز أن يكون التقدير: فالمدبرات بأمر من الله، حذفت الباء فتعدى الفعل، وأنشد سيبويه :


537 - أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نشب



[ ص: 141 ] فأما جواب القسم ففيه أربعة أقوال، أصحها وأحسنها أنه محذوف، دل عليه دلالة واضحة، والمعنى: والنازعات لتبعثن، فقالوا: أنبعث إذا كنا عظاما نخرة، فقولهم: أإذا كنا [11] يدل على ذلك المحذوف.

وقيل: الجواب إن في ذلك لعبرة لمن يخشى [26] وهذا بعيد؛ لأنه قد تباعد ما بينهما، وقيل: حذفت اللام فقط، والتقدير: ليوم ترجف الراجفة، وهذا أيضا أبعد من ذاك؛ لأن اللام ليست مما يحذف؛ لأنها تقع على أكثر الأشياء، فلا يعلم من أين حذفت، ولو جاز حذفها لجاز ( والله زيد منطلق ) بمعنى اللام. وروى ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الراجفة النفخة الأولى، والرادفة الثانية. روى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: « بينهما أربعون ».

التالي السابق


الخدمات العلمية