صفحة جزء
قتل أصحاب الأخدود [4] خفض على بدل الاشتمال، وفيه تقديران، أحدهما نارها، والألف واللام عوض من المضمر، والآخر النار التي فيها، وهذا بدل الاشتمال، وفي معنى قتل أصحاب الأخدود قولان: أحدهما أنهم المؤمنون، قتلهم الكفار، والآخر أنهم الكفار، ويكون المعنى: قتلوا أو لعنوا أو أهلكوا. وأجاز النحويون: (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) بالرفع، كما قرأه أبو عبد الرحمن السلمي ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ).

قال أبو جعفر : وهذا باب من النحو دقيق، قد ذكره سيبويه ، وذلك أنه يجوز: ضرب زيد عمرو ؛ لأنك إذا قلت: ضرب زيد دل على أنه له ضاربا، والتقدير: ضربه عمرو وكذا ( قتل أصحاب الأخدود ) قتلتهم النار، وأنشد سيبويه :

[ ص: 193 ]

554 - ليبك يزيد ضارع لخصومة وأشعث ممن طوحته الطوائح



أي يبكيه ضارع، قال الأخفش : الوقود بالفتح الحطب، والوقود بالضم الفعل، يريد المصدر، أي: الإيقاد.

التالي السابق


الخدمات العلمية