صفحة جزء
[ ص: 436 ] ولا تؤتوا السفهاء أموالكم [ 5 ]

روى سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم قال : يعني اليتامى لا تؤتوهم أموالهم . كما قال : ولا تقتلوا أنفسكم ، وهذا من أحسن ما قيل في الآية ، وشرحه في العربية : ولا تؤتوا السفهاء الأموال التي تملكونها ويملكونها كما قال : ونساء المؤمنين وروى إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي مالك : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم قال : أولادكم لا تعطوهم أموالكم فيفسدوها ويبقوا بلا شيء . وروى سفيان ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم قال : النساء . قال أبو جعفر : وهذا القول لا يصح ، إنما تقول العرب في النساء : " سفائه " ، وقد قيل : " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " مخاطبة للأوصياء أضيفت الأموال إليهم ، وإن كانت ليست لهم على السعة ؛ لأنها في أيديهم ، كما يقال : بسر النخلة وماء البئر . وقيل : " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " حقيقة ، أي لا تعطوهم الأموال التي تملكونها ؛ وهذا بعيد لأن بعده : وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا مصدر ونعته . قرأ إبراهيم النخعي : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم اللاتي جعل الله لكم ) على جمع التي ، وقراءة العامة : ( التي ) على لفظ الجماعة . قال الفراء : الأكثر في كلام العرب : النساء اللواتي والأموال التي ، وكذلك غير الأموال . قرأ أهل الكوفة : ( قياما ) ، وقرأ أهل المدينة : ( قيما ) ، وقرأ عبد الله بن عمر : ( قواما ) ، زعم الفراء والكسائي أن [ ص: 437 ] قياما مصدر ، أي : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي تصلح بها أموركم فتقومون بها قياما . وقال الأخفش : المعنى : قائمة بأموركم . يذهب إلى أنه جمع ، وقيما وقواما عند الكسائي والفراء بمعنى قياما . وقال البصريون : قيم جمع قيمة أي جعلها الله قيمة للأشياء .

التالي السابق


الخدمات العلمية