صفحة جزء
كونوا قوامين بالقسط شهداء [ 135 ]

نعت لقوامين ، وإن شئت كان خبرا بعد خبر . وأجود من هذين أن يكون نصبا على الحال بما في " قوامين " من ذكر " الذين آمنوا " ؛ لأنه يصير المعنى : كونوا قوامين بالعدل عند شهادتكم وحين شهادتكم ، ولم ينصرف لأن فيه ألف التأنيث . ولو على أنفسكم أي ولو كان الحق على أنفسكم . أو الوالدين [ ص: 495 ] والأقربين عطف بأو إن يكن غنيا خبر يكن ، واسمها فيها مضمر ؛ أي أن يكون المطالب غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ولم يقل : " به " ، و " أو " إنما يدل على الحصول لواحد ، ففي هذا للنحويين أجوبة ، قال الأخفش : تكون " أو " بمعنى الواو ، قال : ويجوز أن يكون التقدير : إن يكن من تخاصم غنيين أو فقيرين ، فقال : " غنيا " فحمله على لفظ " من " ، مثل : " ومنهم من يستمع إليك " ، والمعنى يستمعون . قال أبو جعفر : والقولان خطأ ، لا تكون " أو " بمعنى الواو ، ولا تضمر " من " كما لا يضمر بعض الاسم . وقيل : إنما قال بهما لأنه قد تقدم ذكرهما ، كما قال : وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس أن تعدلوا في موضع نصب ، وقرأ ابن عامر والكوفيون : ( وإن تلوا أو تعرضوا ) وقد ذكرناه ، والفعل منه لوى ، والأصل فيه " لوي " قلبت الياء ألفا بحركتها وحركة ما قبلها والمصدر ليا والأصل لويا وليانا والأصل لويانا ثم أدغمت الواو ، وفي الحديث : " لي الواجد يحل عقوبته وعرضه " قال ابن الأعرابي : عقوبته حبسه ، وعرضه شكايته . وزعم بعض النحويين أن من قرأ ( تلوا ) فقد لحن ؛ لأنه لا معنى للولاية ههنا ، وليس يلزم هذا ، ولكن يكون " تلوا " بمعنى " تلووا " والأصل " تلؤوا " همزت الواو كما يقال : " أقتت " فصار " تلؤوا " ثم خففت الهمزة فألقيت حركتها على اللام فوجب أن تحذف فصار " تلو " .

التالي السابق


الخدمات العلمية