صفحة جزء
إن المنافقين يخادعون الله [ 142 ] .

مجاز ، أي : يخادعون أولياء الله وهو خادعهم أي معاقبهم ، وإن شئت أسكنت الهاء فقلت : " وهو " لأن الضمة ثقيلة ، وقبل الكلمة واو . وحكي إسكان الواو . وقرأ مسلمة بن عبد الله النحوي : ( وهو خادعهم ) بإسكان العين ، وقال محمد بن يزيد : هذا لحن ؛ لأنه زوال الإعراب . قال أبو جعفر : وقد أجاز سيبويه ذلك ، وأنشد :


إذا اعوججن قلت صاحب قوم



( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) في موضع نصب على الحال ، وكذا " يراؤون الناس " أي يرون الناس أنهم يتدينون بصلاتهم . وقرأ ابن أبي إسحاق ، والأعرج : ( يرؤون الناس ) على وزن " يدعون " وحكى أنها لغة سفلى مضر . والقراءة الأولى أولى لإجماعهم على " الذين هم يراؤون " ، ويقال : فلان مراء ، وفعل [ ص: 498 ] ذلك رئاء الناس . ولا يذكرون الله إلا قليلا أي لا يذكرون الله - جل وعز - بقراءة ولا تسبيح ، وإنما يذكرونه بالتكبير وبما يراؤون به ، والتقدير : إلا ذكرا قليلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية