صفحة جزء
إن رحمت الله قريب من المحسنين [56]

اسم (إن) وخبرها، فأما قريب ولم يقل (قريبا) ففيه ستة أقوال، من أحسنها أن الرحمة والرحم واحد، وهي بمعنى العفو والغفران، كما قال:


149 - إن السماحة والمروءة ضمنا قبرا بمرو على الطريق الواضح



ومذهب الفراء أن قريبا إنما جاء بلا هاء؛ ليفرق بين قريب من النسب وبينه، وقال من احتج له: كذا كلام العرب، كما قال:

[ ص: 132 ]

150 - له الويل إن أمسى ولا أم هاشم     قريب ولا بسباسة ابنة يشكرا



قال أبو إسحاق : هذا خطأ؛ لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما.

ومذهب أبي عبيدة أن تذكير (قريب) على تذكير المكان، قال علي بن سليمان : هذا خطأ، ولو كان كما قال لكان (قريب) منصوبا في القرآن، كما تقول: إن زيدا قريبا منك.

قال أبو جعفر : والذي قاله أبو عبيدة قد أجاز سيبويه مثله على بعد كما قال:


151 - فغدت كلا الفرجين تحسب أنه     مولى المخافة خلفها وأمامها



فهذه ثلاثة أقوال.

وقال الأخفش : يجوز أن يذكر كما يذكر بعض المؤنث، وأنشد:


152 - فلا مزنة ودقت ودقها     ولا أرض أبقل إبقالها



قال: ويجوز أن تكون الرحمة ههنا للمطر.

والقول السادس أن يكون هذا على النسب، كما يقال: امرأة طالق وحائض.

التالي السابق


الخدمات العلمية