معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : الأعراب أشد كفرا ونفاقا ؛ هؤلاء أعراب كانوا حول المدينة ؛ فكفرهم أشد؛ لأنهم أقسى وأجفى من أهل المدر؛ وهم أيضا أبعد من سماع التنريل؛ وإنذار الرسول؛ وقوله : وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنـزل الله على رسوله ؛ " أن " ؛ في موضع نصب؛ لأن الباء محذوفة من " أن " ؛ المعنى : " أجدر بترك العلم " ؛ تقول : " أنت جدير أن تفعل كذا " ؛ و " بأن تفعل كذا " ؛ كما تقول : " أنت خليق أن تفعل " ؛ أي : هذا الفعل ميسر فيك؛ فإذا حذفت الباء؛ لم يصلح إلا بـ " أن " ؛ وإن أتيت بالباء صلح بـ " أن " ؛ وغيره؛ تقول : " أنت جدير أن تقوم " ؛ و " جدير بالقيام " ؛ فإذا قلت؛ " أنت جدير القيام " ؛ كان خطأ؛ وإنما صلح مع " أن " ؛ لأن " أن " ؛ تدل على الاستقبال؛ فكأنها عوض من المحذوف.

التالي السابق


الخدمات العلمية