معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: هو الذي يسيركم في البر والبحر ؛ ويجوز: "هو الذي يسيركم"؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها .

[ ص: 13 ] حتى إذا كنتم في الفلك ؛ "الفلك"؛ يكون واحدا؛ ويكون جمعا؛ كما أن "فعلا"؛ في قولك: "أسد"؛ جمع "أسد"؛ و"فعل"؛ و"فعل"؛ من باب واحد؛ جاز أن يكون جمع "الفلك": "فلكا"؛ وجرين بهم ؛ ابتداء الكلام خطاب؛ وبعد ذلك إخبار عن غائب؛ لأن من أقام الغائب مقام من يخاطبه؛ جاز أن يرده إلى الغائب؛ قال الشاعر:


شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا على طلابك ابنة مخرم

ومثل الآية قول كثير :


أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة     لدينا ولا مقلية إن تقلت

وقرأ بعضهم: "هو الذي ينشركم"؛ وأكثر ما جاء في التفسير في قوله: وما كان الناس إلا أمة واحدة ؛ يعنى به "آدم" - عليه السلام -؛ فاختلفوا ؛ اختلف هابيل ؛ وقابيل .

وقوله: جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان ؛ [ ص: 14 ] المعنى: "من كل أمكنة الموج"؛ وظنوا أنهم أحيط بهم ؛ يقال لكل من وقع من بلاء: "قد أحيط به"؛ أي: أحاط به البلاء؛ وقيل: أحاطت بهم الملائكة.

التالي السابق


الخدمات العلمية