معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 37 ] سورة "هود"

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله: الر كتاب أحكمت آياته ؛ "كتاب"؛ مرفوع بإضمار "هذا كتاب"؛ وقال بعضهم: "كتاب"؛ خبر "الـر"؛ وهذا غلط؛ لأن قوله: كتاب أحكمت آياته ثم فصلت ؛ ليس هو "الـر"؛ وحدها .

وفي التفسير: أحكمت آياته بالأمر؛ والنهي؛ والحلال؛ والحرام؛ ثم فصلت ؛ بالوعد والوعيد؛ والمعنى - والله أعلم - أن آياته أحكمت وفصلت بجميع ما يحتاج إليه من الدلالة على التوحيد؛ وإثبات نبوة الأنبياء - عليهم السلام -؛ وإقامة الشرائع؛ والدليل على ذلك قوله: ما فرطنا في الكتاب من شيء

وقوله: وتفصيل كل شيء ؛ ويدل على هذا قوله: ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير ؛ المعنى: "أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير".

[ ص: 38 ] أي: من عند حكيم خبير؛ لـ " ألا تعبدوا إلا الله " ؛ وموضع "أن": نصب على كل حال.

وقوله: إنني ؛ مقول قول مقدر؛ أي: "قل يا محمد لهم: إنني لكم منه ؛ أي: من جهة الله نذير ؛ أي: مخوف من عذابه لمن كفر؛ وبشير ؛ بالجنة؛ لمن آمن.

التالي السابق


الخدمات العلمية