معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها ؛ أي: نجازيهم على أعمالهم في الدنيا؛ فأما "كان"؛ في باب حروف الجزاء؛ ففيها قولان؛ قال أبو العباس محمد بن يزيد : جائز أن تكون لقوتها على معنى المضي عبارة عن كل فعل ماض؛ فهذا هو قوتها؛ وكذلك تتأول قوله: إن كنت قلته فقد علمته

[ ص: 43 ] وحقيقتها - والله أعلم -: "من تعلم منه هذا"؛ فهذا على باب سائر الأفعال؛ إلا أن معنى "كان"؛ إخبار عن الحال فيما مضى من الدهر؛ فإذا قلت: "سيكون عالما"؛ فقد أنبأت أن حاله ستقع فيما يستقبل؛ فإنما معنى "كان"؛ و"يكون"؛ العبارة عن الأفعال؛ والأحوال.

التالي السابق


الخدمات العلمية