معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ؛ أي: بالله تجري؛ وبه تستقر؛ ومعنى "قلنا باسم الله"؛ أي: "بالله"؛ وقد قرئت على وجوه؛ قرئت: "مجراها"؛ بفتح الميم؛ و"مرساها"؛ بضم الميم .

وقرئت: "مجراها ومرساها"؛ بضم الميمين جميعا؛ ويجوز: "مجراها ومرساها"؛ وكل صواب حسن؛ فأما من قرأ: "مجراها"؛ بفتح الميم؛ فالمعنى: "جريها"؛ و"مرساها"؛ المعنى: "وبالله يقع إرساؤها"؛ أي: إقرارها .

ومن قرأ: "مجراها ومرساها"؛ فمعنى ذلك: "بالله إجراؤها؛ وبالله إرساؤها"؛ يقال: "أجريته مجرى؛ وإجراء"؛ في معنى واحد؛ ومن قال: "مجراها ومرساها"؛ فهو على "جرت جريا؛ ومجرى"؛ و"رست رسوا ومرسى" .

و"المرسى": مستقرها؛ والمعنى: أن الله - جل وعز - أمرهم أن يسموا في وقت جريها؛ ووقت استقرارها؛ و"مرساها"؛ في موضع جر على الصفة لله - جل وعز -؛ ويجوز فيه شيء لم يقرأ به - ولا ينبغي أن يقرأ به؛ لأن القراءة سنة متبعة -: [ ص: 53 ] "باسم الله مجريها"؛ على وجهين: أحدهما الحال؛ المعنى: "مجريا لها؛ ومرسيا لها"؛ كما تقول: "مررت بزيد ضاربها"؛ على الحال؛ ويجوز أن يكون منصوبا على المدح: "أعني مجريها؛ ومرسيها"؛ ويجوز أن يكون "مجريها ومرسيها"؛ في موضع رفع على إضمار "هو مجريها ومرسيها".

التالي السابق


الخدمات العلمية