معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ؛ قرأ الحسن ؛ وابن سيرين : "عمل غير صالح"؛ وكان مذهبهما أنه ليس بابنه؛ لم يولد من صلبه؛ قال الحسن : والله ما هو بابنه؛ وقال ابن عباس ؛ وابن مسعود : إنه ابنه؛ ولم يبتل الله نبيا في أهله بمثل هذه البلوى؛ فأما من قرأ: "إنه عمل غير صالح"؛ فيجوز أن يكون يعني به أنه "ذو عمل غير صالح"؛ كما قالت الخنساء :


ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت فإنما هي إقبال وإدبار

[ ص: 56 ] أي: "ذات إقبال"؛ وقد قال الله - عز وجل - ونادى نوح ابنه ؛ فنسبه إليه؛ وللقائل أن يقول: نسبه إليه على الاستعمال؛ كما قال الله - جل وعز -: أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ؛ فنسبهم إليه على قولهم؛ والله لا شريك له؛ ولكن الأجود في التفسير أن يكون: "إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم"؛ ويجوز أن يكون "إنه ليس من أهلك": "إنه ليس من أهل دينك". فلا تسألني ما ليس لك به علم ؛ ويقرأ: "فلا تسألن ما ليس لك به علم".

التالي السابق


الخدمات العلمية