معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم بين ما هي؛ فقال: هذه ناقة الله لكم آية ؛ يقال: إنها خرجت من حجر؛ وفي هذا أعظم الآيات؛ ويقال: إنها كانت ترد الماء؛ لا ترد الماء معها دابة؛ فإذا كان يوم لا ترد وردت الواردة كلها؛ وفي هذا أعظم آية؛ [ ص: 60 ] ونصب "آية"؛ على الحال؛ المعنى: إن قال: هذه ناقة الله آية؛ أو آية لكم؛ فكأنه قال: "انتبهوا لها في هذه الحالة"؛ و"الآية": العلامة؛ فذروها تأكل في أرض الله

و"تأكل في أرض الله"؛ فمن قرأ: "تأكل"؛ بالجزم؛ فهو جواب الأمر؛ وقد بينا مثله في سورة "البقرة"؛ ومن قرأ "تأكل"؛ فمعناه: "فذروها في حال أكلها"؛ ويجوز في الرفع وجه آخر؛ على الاستئناف؛ المعنى: "فإنها تأكل في أرض الله"؛ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ؛ "فيأخذكم"؛ جواب النهي؛ والمعنى: "عذاب يقرب ممن مسها بالسوء"؛ أي: فإن عقرتموها لم تمهلوا.

التالي السابق


الخدمات العلمية