معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وجاءوا على قميصه بدم كذب ؛ يروى أنهم - رحمة الله عليهم - لما طرحوا يوسف - عليه السلام - في الجب؛ أخذوا قميصه؛ وذبحوا جديا؛ فلطخوا القميص بدم الجدي؛ وقيل: سخلة؛ والمعنى واحد؛ فلما رأى يعقوب - صلى الله عليه وسلم - القميص قال: "كذبتم؛ لو أكله الذئب لخرق قميصه".

وقيل: إنه قال: إن كان هذا الذئب لحليما؛ أشفق على القميص فلم يمزقه؛ وأكل ابني؛ فالدم دم كذب"؛ أي: "ذو كذب"؛ والمعنى: "دم مكذوب"؛ قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ؛ أي: "بل زينت أنفسكم أمرا في قصة يوسف" ؛ فصبر جميل ؛ معناه: "صبر لا جزع فيه؛ ولا شكوى إلى الناس".

و"صبر جميل"؛ مرفوع على ضربين: المعنى "فشأني صبر جميل"؛ و"الذي أعتقده صبر جميل"؛ ويجوز أن يكون على "فصبري صبر جميل"؛ وهذا لفظ قطرب : "فصبري صبر جميل"؛ والأول مذهب الخليل ؛ وجميع أصحابه؛ ويجوز في غير القرآن: "فصبرا جميلا"؛ وأنشدوا في الرفع: [ ص: 97 ]

شكا إلي جملي طول السرى يا جملي ليس إلي المشتكى

صبر جميل فكلانا مبتلى

و"صبرا جميلا"؛ منصوب على مثل "فاصبر صبرا جميلا".

التالي السابق


الخدمات العلمية