معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ؛ وليس هذا جواب ما سألا عنه؛ إنما سألا أن يخبرهما بتأويل ما رأياه؛ فأحب يوسف - عليه السلام - أن يدعوهما إلى الإيمان؛ وأن يعلمهما أنه نبي؛ وأن يدلهما على نبوته بآية معجزة؛ فأعلمهما أنه يخبرهما بكل طعام يؤتيان به؛ قبل أن يرياه.

ثم أعلمهما أن كل ذلك مما عرفه الله إياه؛ فقال: ذلكما مما علمني ربي ؛ أي: لست أخبركما على جهة التكهن؛ والتنجم؛ إنما أخبركما بوحي من الله؛ وعلم؛ ثم أعلمهما أن هذا لا يكون إلا لمؤمن بنبي؛ فقال: إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ؛ أي: اتباعنا الإيمان بتوفيق الله لنا؛ وبفضله علينا؛ وعلى الناس؛ بأن دلهم على دينه المؤدي إلى صلاحهم؛ [ ص: 111 ] ولكن أكثر الناس لا يشكرون

التالي السابق


الخدمات العلمية