معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ؛ وتقرأ: "ردت"؛ بكسر الراء؛ والأصل: "رددت"؛ فأدغمت الدال الأولى في الثانية؛ وبقيت الراء مضمومة؛ ومن كسر الراء جعل كسرتها منقولة من الدال؛ كما فعل ذلك في "قيل"؛ و"بيع"؛ لتدل أن أصل الدال الكسر؛ وقد حكى قطرب أنه يقال في "ضرب زيد": "ضرب زيد"؛ و"ضرب زيد"؛ بكسر الضاد؛ أسكن الراء؛ ونقل كسرتها إلى الضاد.

وعلى هذه اللغة يجوز في "كبد"؛ "كبد". قالوا يا أبانا ما نبغي ؛ أي: ما نريد؛ و"ما"؛ في موضع نصب؛ المعنى: أي شيء نريد؛ وقد ردت علينا بضاعتنا؟ ويجوز أن يكون "ما"؛ نفيا؛ كأنهم قالوا: "ما نبغي شيئا"؛ هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ؛ يقال: "مرتهم؛ أميرهم؛ ميرا"؛ إذا أتيتهم بالمير؛ ونـزداد كيل بعير ؛ لأنه كان يكال لكل رجل وقر بعير؛ ذلك كيل يسير ؛ [ ص: 119 ] أي: "ذلك كيل سهل"؛ أي: سهل على الذي يمضي إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية