معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ؛ المعنى: خلصوا يتناجون؛ أي: خلصوا متناجين؛ فيما يعملون في ذهابهم إلى أبيهم؛ وليس معهم أخوهم؛ و"نجي"؛ لفظ واحد في معنى جمع؛ وكذلك وإذ هم نجوى ؛ ويجوز "قوم نجي"؛ و"قوم نجوى"؛ و"قوم أنجية"؛ قال الشاعر:


إني إذا ما القوم صاروا أنجية


واختلف القول اختلاف الأرشية


هناك أوصيني ولا توصي بيه



ومعنى "خلصوا": انفردوا؛ وليس معهم أخوهم.

وقوله - عز وجل -: ومن قبل ما فرطتم في يوسف ؛ أجود الأوجه أن يكون "ما"؛ لغوا؛ فيكون المعنى: "ومن قبل فرطتم في يوسف" ؛ ويجوز أن يكون "ما"؛ في موضع رفع؛ فيكون المعنى: "ومن قبل [ ص: 125 ] تفريطكم في يوسف" ؛ أي: "وقع تفريطكم في يوسف "؛ ويجوز أن يكون "ما"؛ في موضع نصب؛ نسقا على "أن"؛ المعنى: "ألم تعلموا أن أباكم؛ وتعلموا تفريطكم في يوسف ؟"؛ فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ؛ أي: لن أبرح أرض مصر ؛ وإلا فالناس كلهم على الأرض؛ أو يحكم الله لي ؛ نسق على "حتى يأذن"؛ ويجوز أن يكون "أو"؛ على جواب "لن"؛ المعنى: "لن أبرح الأرض حتى يحكم الله لي".

التالي السابق


الخدمات العلمية