معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ولدار الآخرة خير للذين اتقوا ؛ وفي غير موضع: وللدار الآخرة ؛ فمن قال: "الدار الآخرة"؛ فـ "الآخرة"؛ نعت للدار؛ لأن لجميع الخلق دارين؛ الدار التي خلقوا فيها؛ وهي الدنيا؛ والدار الآخرة؛ التي يعادون فيها خلقا جديدا؛ ومن قال: "دار الآخرة"؛ فكأنه قال: "ودار [ ص: 132 ] الحياة الآخرة"؛ لأن للناس حياتين؛ حياة الدنيا؛ وحياة الآخرة؛ ومثل هذا في الكلام: "الصلاة الأولى"؛ و"صلاة الأولى"؛ فمن قال: "الصلاة الأولى"؛ جعل "الأولى"؛ نعتا للصلاة؛ ومن قال: "صلاة الأولى": أراد: "صلاة الفريضة الأولى"؛ و"الساعة الأولى".

التالي السابق


الخدمات العلمية