معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ويسبح الرعد بحمده ؛ جاء في التفسير أنه ملك يزجر السحاب؛ وجائز أن يكون صوت الرعد تسبيحه ؛ لأن صوت الرعد من أعظم الأشياء؛ وقد قال الله - عز وجل -: وإن من شيء إلا يسبح بحمده ؛ وخص ذكر الرعد لعظم صوته - والله أعلم -؛ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله ؛ جائز أن يكون الواو واو حال؛ فيكون المعنى: "فيصيب بها من يشاء في حال جداله في الله"؛ وذلك أنه أتى في التفسير أن رجلا من الجاهلية؛ يقال له: "أربد" ؛ سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: أخبرني عن ربنا؛ أمن نحاس؛ أم حديد؟ فأنزل الله عليه صاعقة فقتلته .

فعلى هذا يجوز أن يكون الواو واو حال؛ ويجوز أن يكون لما تمم الله أوصاف ما يدل على توحيده؛ وقدرته على البعث؛ قال - بعد ذلك -: وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ؛ أي: شديد القدرة؛ والعذاب؛ ويقال في اللغة: "ماحلته محالا"؛ إذا قاويته؛ حتى يتبين له أيكما أشد؛ و"المحل"؛ في اللغة: الشدة؛ والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية