معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 158 ] وقوله: وبرزوا لله جميعا ؛ أي: جمعهم الله في حشرهم؛ فاجتمع التابع والمتبوع؛ فقال الضعفاء ؛ وهم الأتباع؛ للذين استكبروا ؛ وهم المتبوعون؛ إنا كنا لكم تبعا ؛ أي: اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه؛ و"تبعا"؛ جمع "تابع"؛ يقال: "تابع"؛ و"تبع"؛ مثل: "غائب"؛ و"غيب".

وجائز أن يكون "تبع"؛ مصدرا؛ سمي به؛ أي: "كنا ذوي تبع". وقوله - عز وجل -: سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ؛ "سواء"؛ رفع بالابتداء؛ و"أجزعنا"؛ في موضع الخبر؛ ما لنا من محيص ؛ أي: ما لنا من مهرب؛ ولا معدل عن العذاب؛ يقال: "حاص عن الشيء؛ يحيص"؛ و"جاص عنه؛ يجيص"؛ في معنى واحد؛ وهذه اللغة لا تجوز في القرآن؛ ويقال: "وقع في حيص بيص"؛ و"حاص باص"؛ و"حاص باص"؛ إذا وقع فيما لا يقدر أن يتخلص منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية