معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وآتاكم من كل ما سألتموه ؛ وتقرأ: "من كل ما سألتموه"؛ بتنوين "كل"؛ فموضع "ما"؛ خفض بالإضافة؛ والمعنى: "من كل الذي سألتموه"؛ ومن قرأ: "من كل ما سألتموه"؛ فموضع "ما"؛ نصب؛ والمعنى: "وآتاكم من كل الأشياء التي سألتموه"؛ فإن قال قائل: فقد أعطى العباد ما لم يسألوا؛ قيل له: ذلك غير ناقض هذه الآية؛ إذا قال: "وآتاكم من كل الذي سألتموه"؛ لم يوجب هذا أن يكون لم يعطهم غير ما سألوه؛ ويجوز أن يكون "ما"؛ نفيا؛ ويكون المعنى: "وآتاكم من كل ما لم تسألوه"؛ أي: "آتاكم كل الشيء الذي لم تسألوه" .

[ ص: 164 ] وقوله - عز وجل -: إن الإنسان لظلوم كفار ؛ هذا اسم للجنس؛ يقصد به الكافر خاصة؛ كما قال: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ والإنسان غير المؤمن ظلوم كفار.

التالي السابق


الخدمات العلمية