معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم أعلمهم (تعالى) أنهم إذا وردت عليهم الآية المعجزة قالوا: سحر؛ وقالوا: سكرت أبصارنا؛ كما قالوا حين انشق القمر: هذا سحر مستمر ؛ فقال - عز وجل -: ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ؛ ويقرأ: "يعرجون"؛ أي: يصعدون؛ ويذهبون؛ ويجيئون؛ ويصلح أن يكون [ ص: 175 ] "يعرجون"؛ للملائكة؛ والناس؛ وقد جاء بهما التفسير؛ لقالوا إنما سكرت أبصارنا ؛ و"سكرت"؛ ويجوز "سكرت"؛ بفتح السين؛ ولا تقرأن بها؛ إلا أن تثبت بها رواية صحيحة؛ وفسروا "سكرت": أغشيت؛ و"سكرت": تحيرت؛ وسكنت عن أن تنظر؛ والعرب تقول: "سكرت الريح؛ تسكر"؛ إذا سكنت؛ وكذلك "سكر الحر؛ يسكر"؛ قال الشاعر:


جاء الشتاء واجثأل القبر وجعلت عين الحرور تسكر



التالي السابق


الخدمات العلمية