معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: سيقول السفهاء من الناس ؛ فيه قولان؛ قيل: يعني به كفار أهل مكة ؛ وقيل: يعني به اليهود.

و " السفهاء " ؛ واحدهم " سفيه " ؛ مثل " شهيد " ؛ و " شهداء " ؛ و " عليم " ؛ و " علماء " . وقوله - عز وجل -: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؛ معنى " ما ولاهم " : ما عدلهم عنها؟ يعني قبلة بيت المقدس؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أمر بالصلاة إلى بيت المقدس؛ لأن مكة؛ وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة لحجه؛ فأحب الله - عز وجل - أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه؛ ليظهر من يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ ممن لا يتبعه؛ كما قال الله - عز وجل -: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ؛ فامتحن الله ببيت المقدس؛ فيما روي لهذه العلة؛ والله أعلم. وقوله - عز وجل -: قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ؛ معناه: حيث أمر الله أن يصلى ويتعبد؛ فهو له؛ وعالم به؛ وهو فيه كما [ ص: 219 ] قال: وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ؛ وكما قال: وهو معكم أين ما كنتم ؛ وكما قال: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وقوله - عز وجل -: إلى صراط مستقيم ؛ معناه: " طريق مستقيم " ؛ كما يحب الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية