معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: لئلا يكون للناس عليكم حجة ؛ أي: قد عرفكم الله أمر الاحتجاج في القبلة؛ مما قد بيناه؛ لئلا يكون للناس على الله حجة في قوله: ولكل وجهة هو موليها؛ أي: " هو موليها لئلا يكون " . وقوله - عز وجل -: إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم ؛ قال بعضهم: " لكن الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم " ؛ والقول عندي أن المعنى في هذا واضح؛ المعنى: لئلا يكون للناس عليكم حجة؛ إلا من ظلم [ ص: 227 ] باحتجاجه؛ فيما قد وضح له؛ كما تقول: " ما لك علي من حجة إلا الظلم " ؛ أي: إلا أن تظلمني؛ المعنى: " ما لك علي من حجة البتة؛ ولكنك تظلمني " ؛ و " ما لك علي حجة إلا ظلمي " ؛ وإنما سمي ظلمه هنا حجة لأن المحتج به سماه " حجة " ؛ وحجته داحضة عند الله؛ قال الله - عز وجل -: حجتهم داحضة عند ربهم ؛ سميت " حجة " ؛ إلا أنها حجة مبطلة؛ فليست بحجة موجبة حقا؛ وهذا بيان شاف؛ إن شاء الله.

وقوله - عز وجل -: ولأتم نعمتي عليكم ؛ أي: " عرفتكم لئلا يكون عليكم حجة؛ ولأتم نعمتي عليكم؛ ولعلكم تهتدون " .

التالي السابق


الخدمات العلمية