معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فأعلم الله - جل وعز - أن الرسل بشر؛ إلا أنهم يوحى إليهم ؛ ثم أعلم كيف يستدل على صحة نبوتهم؛ فقال: بالبينات والزبر ؛ أي: بالآيات والحجج؛ و"الزبر": الكتب؛ واحدها "زبور"؛ يقال: "زبرت الكتاب"؛ و"ذبرته"؛ بمعنى واحد؛ قال أبو ذؤيب :


عرفت الديار كرقم الدوا ة يذبرها الكاتب الحميري

وقوله: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ؛ فيها قولان؛ قيل: "فاسألوا أهل الكتب؛ أهل التوراة؛ والإنجيل؛ وأهل جميع [ ص: 201 ] الكتب يعترفون أن الأنبياء كلهم بشر ؛ وقيل: فاسألوا أهل الذكر ؛ أي: فاسألوا من آمن من أهل الكتاب؛ ويجوز - والله أعلم - أن يكون قيل لهم: اسألوا كل من يذكر بعلم وافق أهل هذه الملة؛ أو خالفهم؛ والدليل على أن أهل الذكر أهل الكتب قوله (تعالى): وأنـزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نـزل إليهم

وقوله: وهذا ذكر مبارك أنـزلناه

التالي السابق


الخدمات العلمية