معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: والله جعل لكم مما خلق ظلالا ؛ أي: جعل لكم من الشجر ما تستظلون به؛ وجعل لكم من الجبال أكنانا ؛ واحد الأكنان: "كن"؛ على وزن "حمل"؛ و"أحمال"؛ ولا يجوز أن يكون واحدها "كنان"؛ لأن جمع "الكنان": "أكنة"؛ أي: جعل لكم ما يكنكم؛ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ؛ كل ما لبسته فهو سربال؛ من قميص؛ أو درع؛ أو جوشن؛ أو غيره؛ قال الله - عز وجل -: سرابيلهم من قطران ؛ وقال: تقيكم الحر ؛ ولم يقل: "تقيكم البرد"؛ لأن ما وقى من الحر؛ وقى من البرد.

[ ص: 216 ] وقوله: وسرابيل تقيكم بأسكم ؛ أي: جعل لكم دروعا تتقون بها في الحروب من بأس الحديد وغيره .

وقوله: كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ؛ أكثر القراءة: "تسلمون"؛ ويقرأ: "لعلكم تسلمون"؛ أي: "لعلكم إذا لبستم الدروع في الحرب سلمتم من الجراح.

التالي السابق


الخدمات العلمية