معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ذرية من حملنا مع نوح ؛ القراءة بنصب "ذرية"؛ وقرأ بعضهم: "ذرية"؛ بكسر الذال؛ والضم أكثر؛ و"ذرية": "فعلية"؛ من "الذر"؛ وهي منصوبة على النداء؛ كذا أكثر الأقوال؛ المعنى: "يا ذرية من حملنا مع نوح "؛ وإنما ذكروا بنعم الله عندهم أنه أنجى أبناءهم من الغرق؛ بأنهم حملوا مع نوح .

ويجوز النصب على معنى "ألا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح من دوني وكيلا"؛ فيكون الفعل تعدى إلى الذرية؛ وإلى الوكيل؛ تقول: "اتخذت زيدا وكيلا"؛ ويجوز ألا تتخذوا من دوني وكيلا ؛ على معنى: وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح

ويجوز الرفع في "ذرية"؛ على البدل من الواو؛ والمعنى: ألا تتخذوا من دوني وكيلا ؛ أي: لا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية"؛ ولا تقرأن بها إلا أن تثبت بها [ ص: 227 ] رواية صحيحة؛ فإن القراءة سنة؛ لا يجوز أن تخالف بما يجوز في العربية.

التالي السابق


الخدمات العلمية