معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ؛ "خشية إملاق"؛ منصوب لأنه مفعول له؛ و"الإملاق": الفقر؛ يقال: "أملق؛ يملق؛ إملاقا"؛ وكانوا يدفنون البنات إذا ولدن لهم؛ خوفا من الفقر؛ فضمن الله - عز وجل - لهم رزقهم؛ فقال: نحن نرزقهم وإياكم ؛ وهي الموؤودة ؛ كانوا يدفنون الابنة؛ إذا ولدت؛ حية.

وقوله: إن قتلهم كان خطئا كبيرا ؛ وتقرأ: "خطأ كبيرا"؛ فمن قال: "خطئا"؛ بالكسر؛ فمعناه: إثما كثيرا؛ يقال: "قد خطئ الرجل؛ يخطأ؛ خطئا": "أثم؛ يأثم؛ إثما"؛ و"خطأ كبيرا"؛ له تأويلان؛ أحدهما معناه: "إن قتلهم كان غير صواب"؛ يقال: "قد أخطأ؛ يخطئ؛ إخطاء؛ وخطأ"؛ و"الخطأ"؛ الاسم من هذا؛ لا المصدر؛ ويكون "الخطأ"؛ من "خطئ يخطأ؛ خطأ"؛ إذا لم يصب؛ مثل: "لجج؛ يلجج"؛ قال الشاعر:


والناس يلحون الأمير إذا هم خطئوا الصواب ولا يلام المرشد



التالي السابق


الخدمات العلمية