معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ولا تمش في الأرض مرحا ؛ ويقرأ: "مرحا"؛ بكسر الراء؛ وزعم الأخفش أن "مرحا"؛ أجود من "مرحا"؛ لأن "مرحا"؛ اسم الفاعل؛ وهذا - أعني المصدر - جيد بالغ؛ وكلاهما في الجودة سواء؛ غير أن المصدر أوكد في الاستعمال؛ تقول: "جاء زيد ركضا"؛ و"جاء زيد راكضا"؛ فـ "ركضا"؛ أوكد في الاستعمال؛ لأن "ركضا"؛ يدل على توكيد الفعل؛ و"مرحا"؛ بفتح الراء؛ أكثر في القراءة؛ وتأويل الآية: "ولا تمش في الأرض مختالا؛ ولا فخورا"؛ إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ؛ قالوا: معنى "تخرق الأرض": تقطع الأرض؛ وقيل: "تثقب الأرض"؛ والتأويل أن قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ؛ فيكون ذلك وصلة إلى الاختيال.

التالي السابق


الخدمات العلمية