معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ؛ "سيئه"؛ في معنى "خطيئة"؛ وكان أبو عمرو لا يقرأ: "سيئه"؛ ويقرأ: "سيئة"؛ وهذا غلط؛ لأن في الأقاصيص سيئا؛ وغير سيئ؛ وذلك أن فيها: وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ؛ وفيها: وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ؛ و وأوفوا بالعهد ؛ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ؛ أي: اقربوه بالتي هي أحسن؛ ففيما جرى من الآيات سيئ؛ وحسن؛ فـ "سيئه"؛ بلا تنوين أحسن من "سيئة"؛ [ ص: 241 ] ههنا؛ ومن قرأ: "سيئة"؛ جعل "كل"؛ إحاطة بالمنهي عنه فقط؛ المعنى: "كل ما نهى الله عنه كان سيئة".

التالي السابق


الخدمات العلمية