معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ؛ جاءت "قال"؛ ههنا؛ بغير حرف عطف؛ لأنه على معنى: "قال: اسجد لمن خلقت طينا".

وقوله: أرأيتك ؛ في معنى: "أخبرني"; فالكاف لا موضع لها؛ لأنها ذكرت في الخطاب توكيدا؛ وموضع "هذا"؛ نصب بـ "أرأيتك"؛ والجواب محذوف؛ المعنى: "أخبرني عن هذا الذي كرمت علي؛ لم كرمته علي؛ وقد خلقتني من نار وخلقته من طين؟!"؛ فحذف هذا لأن في الكلام دليلا عليه؛ ومعنى: لأحتنكن ذريته إلا قليلا "لأستأصلنهم بالإغواء لهم"؛ وقيل: "لأستولين عليهم"؛ والذي تقول العرب: "قد احتنكت السنة أموالنا"؛ إذا استأصلتها؛ قال الشاعر:


نشكو إليك سنة قد أجحفت جهدا على جهد بنا وأضعفت     واحتنكت أموالنا وجلفت





التالي السابق


الخدمات العلمية