معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ؛ "دلوك الشمس": زوالها؛ وميلها في وقت الظهيرة؛ وكذلك ميلها إلى الغروب هو دلوكها أيضا؛ يقال: "قد دلكت براح؛ وبراح"؛ أي: "قد مالت للزوال؛ حتى صار الناظر يحتاج إذا تبصرها أن يكسر الشعاع عن بصره براحته"؛ قال الشاعر:


هذا مقام قدمي رباح للشمس حتى دلكت براح

وقوله: إلى غسق الليل ؛ أي: ظلمة الليل؛ وقرآن الفجر؛ أي: "فأقم قرآن الفجر"؛ وفي هذا الموضع فائدة عظيمة تدل على أن الصلاة لا تكون إلا بقراءة ؛ لأن قوله: "أقم الصلاة"؛ و"أقم قرآن الفجر"؛ قد أمر أن [ ص: 256 ] نقيم الصلاة بالقراءة؛ حتى سميت الصلاة قرآنا؛ فلا تكون صلاة إلا بقراءة.

وقوله: إن قرآن الفجر كان مشهودا ؛ جاء في التفسير أن ملائكة الليل يحضرون قراءة الفجر؛ وملائكة النهار يحضرونها أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية