معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ؛ هذا جواب لقولهم: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا فأعلمهم الله - جل وعلا - أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شحا؛ وبخلا؛ فقال: إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ؛ يعنى بالإنسان ههنا الكافر خاصة؛ كما قال - عز وجل -: إن الإنسان لربه لكنود ؛ [ ص: 262 ] أي: لكفور؛ وإنه لحب الخير لشديد ؛ أي: من أجل حب الخير؛ وهو المال؛ لبخيل؛ فأما "أنتم"؛ فمرفوع بفعل مضمر؛ المعنى: "قل لو تملكون أنتم"؛ لأن "لو"؛ يقع بها الشيء لوقوع غيره؛ فلا يليها إلا الفعل؛ وإذا وليها الاسم؛ عمل فيها الفعل المضمر؛ ومثل ذلك من الشعر قول المتلمس :


فلو غير أخوالي أرادوا نقيصتي جعلت لهم فوق العرانين ميسما

المعنى: لو أراد غير أخوالي؛ و"القتور": البخيل.

التالي السابق


الخدمات العلمية