معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 241 ] وقوله - عز وجل -: يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ؛ هذا على ضربين؛ أحدهما الإباحة لأكل جميع الأشياء؛ إلا ما قد حظر الله - عز وجل - من الميتة؛ وما ذكر معها؛ فيكون " طيبا " ؛ نعتا للحلال؛ ويكون " طيبا " ؛ نعتا لما يستطاب؛ والأجود أن يكون " طيبا " : من حيث يطيب لكم؛ أي: لا تأكلوا وتنفقوا مما يحرم عليكم؛ كقوله - عز وجل -: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وقوله - عز وجل -: ولا تتبعوا خطوات الشيطان ؛ أكثر القراءة: " خطوات " ؛ بضم الخاء؛ والطاء؛ وإن شئت أسكنت الطاء: " خطوات " ؛ لثقل الضمة؛ وإن شئت: " خطوات " ؛ وهي قراءة شاذة؛ ولكنها جائزة في العربية قوية؛ وأنشد الخليل ؛ وسيبويه؛ وجميع البصريين النحويين:


ولما رأونا باديا ركباتنا ... على موطن لا نخلط الجد بالهزل



ومعنى " خطوات الشيطان " : طرقه؛ أي: لا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه الشيطان.

التالي السابق


الخدمات العلمية