معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ؛ "الأيقاظ": المنتبهون؛ و"الرقود": النيام؛ وواحد الأيقاظ "يقظ"؛ و"يقظان"؛ والجمع "أيقاظ"؛ قال الراجز:


ووجدوا إخوتهم أيقاظا



وقيل في التفسير: إنهم كانوا مفتحي الأعين؛ الذي يراهم يتوهمهم منتبهين؛ وقيل: لكثرة تقلبهم يظن أنهم غير نيام؛ ويدل عليه ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ؛ ويجوز "وتحسبهم"؛ "وتحسبهم"؛ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ؛ و"الوصيد": فناء البيت؛ وفناء الدار.

[ ص: 275 ] وقوله: لو اطلعت عليهم ؛ بكسر الواو؛ وتقرأ: "لو اطلعت عليهم"؛ بضم الواو؛ والكسر أجود؛ لأن الواو ساكنة؛ والطاء ساكنة؛ فكسرت الواو لالتقاء الساكنين؛ وهذا هو الأصل؛ وجاز الضم؛ لأن الضم من جنس الواو؛ ولكنه إذا كان بعد الساكن مضموم فالضم هناك أحسن منه ههنا؛ نحو: "أو انقص"؛ و"أو انقص"؛ بالضم؛ والكسر.

وقوله: لوليت منهم فرارا ؛ "فرارا"؛ منصوب على المصدر؛ لأن معنى "وليت": فررت منهم؛ ولملئت منهم رعبا ؛ و"رعبا"؛ و"رعبا"؛ و"رعبا"؛ منصوب على التمييز؛ تقول: "امتلأت ماء"؛ و"امتلأت فرقا"؛ أي: "امتلأت من الفرق؛ ومن الماء"؛ وقيل في التفسير: إنهم طالت شعورهم جدا؛ وأظفارهم؛ فلذلك كان الرائي لو رآهم لهرب منهم مرعوبا.

التالي السابق


الخدمات العلمية