معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فأعلم الله أن عمارتهما كاملة؛ متصلة لا يفصل بينهما إلا عمارة؛ وأعلمنا أنهما كاملتان في تأدية حملهما من نخلهما؛ وأعنابهما؛ والزرع الذي بينهما؛ فقال: كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ؛ أي: لم تنقص منه شيئا؛ وقال: "آتت"؛ ولم يقل: "آتتا"؛ رده على "كلتا"؛ لأن لفظ [ ص: 285 ] "كلتا"؛ لفظ واحد؛ والمعنى: "كل واحدة منهما آتت أكلها"؛ ولو كان "آتتا"؛ لكان جائزا أن يكون المعنى: "الجنتان كلتاهما آتتا أكلهما"؛ وفجرنا خلالهما نهرا ؛ ولو قرئت: "نهرا"؛ لكان جائزا؛ يقال: "نهر"؛ و"نهر"؛ فأعلمنا أن شربهما؛ كان من ماء نهر؛ وهو من أغزر الشرب.

التالي السابق


الخدمات العلمية