معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وإذ قال موسى لفتاه ؛ وإن شئت قلت بالإمالة؛ والكسر؛ وهي لغة تميم ؛ وأهل الحجاز يفتحون؛ ويفخمون؛ ويروى في التفسير أن فتاه "يوشع بن نون" ؛ لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ؛ معنى "لا أبرح": "لا أزال"؛ ولو كان "لا أزول"؛ كان محالا؛ لأنه إذا لم يزل من مكانه؛ لم يقطع أرضا؛ ومعنى "لا أبرح"؛ في معنى: "لا أزال"؛ موجود في كلام العرب؛ قال الشاعر:


وأبرح ما أدام الله قومي على الأعداء منتطقا مجيدا



أي: لا أزال.

[ ص: 299 ] وإنما سمى فتاه لأنه كان يخدمه؛ والدليل على ذلك قول موسى : آتنا غداءنا

وقوله: حقبا ؛ "الحقب": ثمانون سنة؛ وكان مجمع البحرين الموضع الذي وعد فيه موسى بلقاء الخضر - عليه السلام -؛ وأحب الله - عز وجل - أن يعلم موسى - وإن كان قد أوتي التوراة - أنه قد أوتي غيره من العلم أيضا ما ليس عنده؛ فوعد بلقاء الخضر .

التالي السابق


الخدمات العلمية