معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ؛ "مساكين": لا ينصرف؛ لأنه جمع لا يكون على مثال الواحد؛ وكذلك كل جمع نحو: "مساجد"؛ و"مفاتيح"؛ و"طوامير"؛ لا ينصرف كما ذكرنا؛ وقد بينا ذلك فيما تقدم؛ في باب ما لا ينصرف.

[ ص: 305 ] وقوله: وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ؛ كان يأخذ كل سفينة لا عيب فيها غصبا؛ فإن كانت عائبة لم يعرض لها؛ و"وراءهم": خلفهم؛ هذا أجود الوجهين؛ ويجوز أن يكون كان رجوعهم في طريقهم عليه؛ ولم يكونوا يعلمون بخبره؛ فأعلم الله الخضر خبره؛ وقيل: "كان وراءهم"؛ معناه: كان قدامهم؛ وهذا جاء في العربية؛ لأنه ما بين يديك؛ وما قدامك؛ إذا توارى عنك فقد صار وراءك؛ قال الشاعر:


أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تثنى عليها الأصابع





التالي السابق


الخدمات العلمية