معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ؛ وتقرأ بالهمز؛ في " يأجوج ومأجوج "؛ ويقرأ بغير همز؛ وهما اسمان أعجميان؛ لا ينصرفان؛ لأنهما معرفة؛ وقال بعض أهل اللغة: من همز كأنه يجعله من أجة الحر؛ ومن قوله: "ملح أجاج"؛ و"أجة الحر": شدته؛ وتوقده؛ ومن هذا قولهم: "أججت النار"؛ ويكون التقدير في " يأجوج "؛ "يفعول"؛ وفي " مأجوج "؛ "مفعول"؛ وجائز أن يكون ترك الهمز على هذا المعنى؛ ويجوز أن يكون " ماجوج "؛ "فاعول"؛ وكذلك " ياجوج "؛ وهذا لو كان الاسمان عربيين؛ لكان هذا اشتقاقهما؛ فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية.

وقوله: فهل نجعل لك خرجا ؛ وتقرأ: "خراجا"؛ فمن قرأ: "خرجا"؛ فـ "الخرج": الفيء؛ و"الخراج": الضريبة؛ وقيل: الجزية؛ و"الخراج"؛ عند النحويين: الاسم لما يخرج من الفرائض في الأموال؛ و"الخرج"؛ المصدر؛ وقوله - عز وجل -: على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ؛ أي: "تجعل بيننا وبين يأجوج ومأجوج ".

التالي السابق


الخدمات العلمية