معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ؛ أي: ما قدروا أن يعلوا عليه؛ لارتفاعه؛ واملساسه؛ وما استطاعوا أن ينقبوه.

وقوله: فما اسطاعوا ؛ بغير تاء؛ أصلها "استطاعوا"؛ بالتاء؛ ولكن التاء؛ والطاء؛ من مخرج واحد؛ فحذفت التاء لاجتماعهما؛ ويخف اللفظ؛ ومن العرب من يقول: "فما استاعوا"؛ بغير طاء؛ ولا تجوز القراءة بها؛ ومنهم من يقول: "فما أسطاعوا"؛ بقطع الألف؛ المعنى: "فما أطاعوا"؛ فزادوا السين؛ قال الخليل ؛ وسيبويه : زادوها عوضا من ذهاب حركة الواو؛ لأن الأصل في "أطاع": "أطوع"؛ فأما من قرأ: "فما اسطاعوا"؛ بإدغام السين في الطاء؛ فلاحن؛ مخطئ؛ زعم ذلك النحويون؛ الخليل ؛ ويونس ؛ وسيبويه ؛ وجميع من قال بقولهم؛ وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة؛ فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة؛ ولا يجمع بين ساكنين؛ ومن قال: أطرح حركة التاء على السين؛ فأقول: "فما اسطاعوا"؛ فخطأ أيضا؛ لأن سين "استفعل"؛ لم تحرك قط.

التالي السابق


الخدمات العلمية