معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: فناداها من تحتها ألا تحزني ؛ وتقرأ: "من تحتها"؛ وهي أكثر بالكسر في القراءة؛ ومن قرأ: "من تحتها"؛ عنى عيسى - عليه السلام -؛ ويكون المعنى في مناداة عيسى لها أن يبين الله لها الآية في عيسى ؛ وأنه أعلمها أن الله - عز وجل - سيجعل لها في النخلة آية؛ ومن قرأ: "من تحتها"؛ عنى به الملك؛ قد جعل ربك تحتك سريا ؛ روي عن الحسن أنه قال: يعني عيسى ؛ وقال: "كان والله سريا من الرجال" ؛ فعرف الحسن أن من العرب من يسمي النهر سريا؛ فرجع إلى هذا القول؛ ولا اختلاف بين أهل اللغة أن "السري": النهر؛ بمنزلة الجدول؛ قال لبيد :


فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاورا قلامها

وقال ابن عباس : "السري": النهر؛ وأنشد:


سلم ترى الدالي منه أزورا     إذا يعج في السري هرهرا



التالي السابق


الخدمات العلمية