معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: فكلي واشربي وقري عينا ؛ أي: "فكلي من الرطب؛ واشربي من السري؛ وقري عينا بعيسى "؛ يقال: "قررت به عينا؛ أقر"؛ بفتح القاف؛ في المستقبل؛ و"قررت في المكان؛ أقر"؛ بكسر القاف؛ في المستقبل؛ و"عينا"؛ منصوب على التمييز؛ فإما ترين من البشر أحدا ؛ بغير ألف في "ترين"؛ ويجوز "ترأين"؛ بألف؛ ولم يقرأ بالألف أحد؛ وهي جيدة؛ بالغة؛ لكنها لا تجوز في القراءة؛ وكذلك قوله - عز وجل -: إنني معكما أسمع وأرى ؛ ويجوز "وأرأى"؛ بالألف؛ ولا تقرأ بها؛ لفظها "أرأى"؛ لأن [ ص: 327 ] القراءة سنة لا تخالف؛ والأجود "أرى"؛ وكذلك "ترين"؛ الأجود بغير همز؛ والتاء علامة التأنيث؛ والأصل "ترآين"؛ والياء حركت لالتقاء الساكنين؛ النون الأولى من النون الشديدة؛ والياء؛ وكذلك تقول للمرأة: "اخشين زيدا". .

فقولي إني نذرت للرحمن صوما ؛ معنى "صوما": صمتا؛ يقال: "نذرت النذر؛ أنذره؛ وأنذره"؛ و"نذرت بالقوم؛ أنذر"؛ إذا علمت بهم؛ فاستعددت لهم. وقوله: لقد جئت شيئا فريا ؛ أي: "شيئا عظيما"؛ يقال: "فلان يفري الفري"؛ إذا كان يعمل عملا يبالغ فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية